رياح الالم والنسمات بقلم سهام صادق
اللي كان ناقصني.. انتي طفلتي
فاغمضت عيناها وهي تتذكر صڤعات وضړب محمود لها عندما كان يراها تنده بأسمه او تمسك تلك الجريده التي ألقها عليها يوما كي يخدعها بخبر ۏفاته قائلة بصوت يكاد أن يخرج انا عايزه ارجع مصر يافارس عايزه امشي من هنا ... ارجوك
فتأمل نبرة صوتها پألم وهو يراها تنطق حروف الكلمات بعجز فعلم أن ماعانته كان كفيلا بأن يجعلها هكذا .. فنظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يعلم كل ماحدث
.................................................. .................
علم بكل ماحدث ظل عقله يأتي له بصورتها عندما رئه الي طفله بشوق فوقف حسام خلفه بعد أن وضع بيده علي تلك الكدمه التي في وجهه
حسام صدقني اللي عملته ده يامحمود في صالحك انت هتفضل لحد أمتا عايش في وهم الاڼتقام انت من أمتا كنت بتفكر في امك اللي هي عمتي ولا أمتا كنت بتفكر في والدك مش دايما كنت شايفه أناني
ثم هوي علي اقرب مقعد فقال انا حبيتها ياحسام
فضحك حسام بسخريه حتي قال حبيت مين يامحمود مش أيناس برضوه كنت بتحبها وانت اللي بعت ليها واحد يوقعها في حبه بعد ما شغلته في شركة فارس وبعدين قلبت الطربيزه عليهم وخليته زي ما انت عايز .. اوعي تفتكر اني مش عارف لاء انا أعرف حاجات كتير عنك يامحمود انت لازم تتعالج يامحمود وجودك في حياة اللي حواليك شړ .. منهم أيناس صحيح كانت تستاهل بسبب خيانتها طب هنا ذنبها ايه
.................................................. ...............
أسدل الليل ستائره واصبحت النجوم تلمع في السماء ببريقها الآخذ حول ضوء القمر الناصع حتي أعلن الفجر عن بزوغه وسط تلك العتمه القويه ..
لتأتي خلفها ريم وهي تتنفس بصعوبه من أثر ركضها أبله هنا مراد بيعيط وعمو فارس بيسأل عليكي
فأبتسمت هنا بعدما جلست علي ذلك الجزع قائلة بسعاده المكان هنا ليه سحر خاص بياخدك معاه لدنيا تانيه
فتضحك نيره قائله اه دنيا ولا في الاحلام قولي قولي ياشاعره
لتلتف اليها هنا ضاحكه اقول ايه وانتي مشغوله بمص القصب ثم نظرت الي ريم التي تلهو مع بعض الطيور قائله انتي متأكده يانيره انك من ولاد الزواد
ثم نظرت بعيدا قائله مش ديه سلمي ونور ..
فقفزت ريم معلنة عن فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق
احيانا كنتي بتشاركيهم فيها .. وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
فتأتي ريم من خلفها قائله بطفوله وانا قولتلك انك هتتجوزي امير حلو وهيبقي عنده مزرعه حلوه اووي وانا هلعب فيها... وانتي روحتي ضحكتي عليا .. شوفتوا اللي مش بيصدق ريم .. وتخرج لسانها لأختها التي تكبرها شايفه يانور عشان لما اقولك انك هتبقي
كاتبه بتكتب قصص حلوه تصدقيني .. المهم اكتبي عن بندق وانتي هتنجحي اكتر
فيضحكوا جميعهم حتي وقفت نيره بجانبهم والأمير كان فارس طول عمره اخويا اسم علي مسمي
ويحل الصمت للحظات بعد أن داعبتهم الذكريات حتي بدء الهواء ينعش أرواحهم ويصطفوا بجانب بعضهم فتضحك هنا قائله انا نفسي اعمل حاجه اوووي ... ثم نظرت الي بنات عمها واخت زوجها... وسارت من امامهم وهي تلوح بأيديها ... هتلاقوني عند شجرة التوت
وتركض ريم خلفها وهي تضحك وبعد لحظات كانت تقف امام تلك الشجره وهي ممسكه بأحد العصايات قائله كفايه كده ياريم ولا لسا
فترفع ريم بوجهها المنحني علي حجر بيجامتها الصغيره لاء لسا هزي الشجره تاني
فيأتي خلفهم وهو يحمل طفله ضاحكا انا مصدقتش لما نيره ونور قالولي انك عند شجره التوت وبتجيبي توت ياهنا
خلاص
فرفعت بقدماها كي تستطيع ان تصل بعصايتها
الي تلك الفرع المثمر بكثره ... شويه كده يافارس عايزه اجيب التوته ديه شكلها حلو
فتأمل كلماتها وهي تنطقها حتي ضحك بقوه هو حتي في التوت في شكل حلو وشكل مش حلو ده كله توت ياهنا
فنظر اليها طويلا حتي انزلها بسرعه جعلتها تترنح قائلا بأسف انتي بتقولي ايه ثم نظر الي بطنها يعني انا هكون اب تاني .. بجد ياهنا
وقربها منه بفرحه أنا شكيت برضوه في موضوع التوت بس قولت مش معقول هنكرر التجربه من تاني طب هو مافيش تنوع في الفاكهه ولا ايه يامدام
فضحكت
فألتف حوله قائلا بهمس عندك حق ياحببتي مراد وريم معانا يقولوا علينا أيه
ثم هبط ليحمل طفله ناظرا الي ريم التي تأكل التوت يلا ياريم
وعاد بنظرات أعينه الي طفله الذي يحمله علي ذراعيه قائلا ولا اقولك يامراد خليك انت فوق ورفعه علي كتفيه العراض فيضحك قائلا مراد عيني عايز اشوف
ليزحزح الطفل احد اصابعه ويلهو في شعره قائلا بابا
فيبتسم علي افعال صغيره الذي اصبح عمره عامين وتركض ريم امامهم ليقول هو بسعاده وهو علي راسها بحبك يا طفلتي يا ام أطفالي.
تمت بحمدالله.
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.